التحذير من أهل الأهواء والبدع (للشيخ القاضي)

اعلموا أحبابي في الله
أن أهل البدع صدع في السنة وحرب عليها وشق لعصا المسلمين وووهن في صفوفهم

هذا إلى أنهم انحرفوا عن الحق وتابعوا أئمة الضلالة

وقد كان السلف الأوائل أعرف بهم منا

ولن نكون أفقه لفقه العامل معهم من أئمة السلف الكبار وعلماء السنة الأفذاذ

وسأوقفكم على بعض كلام السلف الكرام هنا

لأني وجدت بعضا من أحبابنا يناقشون بعض أهل الأهواء والبدع (مثل الرافضة) وبعضهم يسلس لهم في الخطاب ولم يكن هذا من هدي السلف، فمن هدي السلف أنه يجب التحذير من أهل البدع ومن مجالستهم أو الثناء عليهم ، وأن هذا كله من أصول أهل السنة.

فإليكم بعض كلامهم الذي يحذر من هؤلاء ومجاالستهم ومناقشتهم
(فإنه لا يجوز مناقشتهم إلا لعالم فقط):


قال ابن عباس - رضي الله عنهما - :
" لا تجالسوا أهل الأهواء؛ فإن مجالستهم ممرضة للقلوب" [أخرجه الآجري في الشريعة للآجري 1/453].

قال عمر بن عبد العزيز - رحمه الله -:
" من جعل دينه غرضا للخصومات أكثر التنقل" [أخرجه الدارمي 1/68].

عن ابن عمر- رضي الله عنهما - :
" أنه جاءه رجل فقال: إن فلانا يقرأ عليك السلام، قال: بلغني أنه قد أحدث، فإن كان أحدث فلا تقرأ عليه السلام". [أخرجه الدارمي 1/68].

قال أبو قلابة :

قال عمران القصير:
" إياكم والمنازعة والخصومة (أي مع أهل البدع)" [أخرجه ابن بطة في الكبرى ص405].

قال سلام بن أبي مُطيع :
" إن رجلاً من أصحاب الأهواء قال لأيوب السختياني: يا أبا بكر، أسألك عن كلمة، فولى أيوب، وجعل يشير بإصبعه: ولا نصف كلمة" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/440].


قال محمد بن النضر الحارثي:
" من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة وهو يعلم أنه صاحب بدعة؛ نزعت منه العصمة وَوُكِّلَ إلى نفسه" [أخرجه اللالكائي 1/153].


قال يحيى بن أبي كثير:
" إذا لقيت صاحب بدعة في طريق فخذ في غيره" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/458].


قال الأوزاعي: " عليك بأثر من سلف وإن رفضك الناس، وإياك وآراءَ الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" [ذكره الذهبي في العلو(المختصر) ص138].

قال الفضيل بن عياض :
" أحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد. آكل عند يهودي ونصراني أَحبُّ إليَّ من صاحب بدعة. [أخرجه اللالكائي 2/638].

قال أبو الجوزاء:
" لأن يجاورني القردة والخنازير في دار أَحبّ إليَّ من أن يجاورني رجل من أهل الأهواء" [أخرجه ابن بطة في الكبرى 2/476].

" لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في الضلالة، أو يَلْبِسوا عليكم في الدين بعض ما لَبَس عليهم" [أخرجه الآجري في الشريعة 1/453-436].


قال أرطأة بن المنذر: " لأن يكون ابني فاسقا من الفساق أَحبّ إليَّ من أن يكون صاحب هوى" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص149].

قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله - :
" صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادَّهن كل يوم ثلاثين مرة" [أخرجه اللالكائي 1/159].

قال الفضيل بن عياض - رحمه الله -:
" من تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع" [أخرجه ابن بطة في الشرح والإبانة ص175].

كان ابن طاووس جالسا فجاء رجل من المعتزلة، قال: فجعل يتكلم، قال: فأدخل ابن طاووس إصبعيه في أذنيه قال: وقال لابنه: أي بني، أدخل إصبعيك في أذنيك واشدد ولا تسمع من كلامه شيئاً. قال معمر: يعني أن القلب ضعيف" [أخرجه اللالكائي 1/152].

وقال الشوكاني في تفسيره لقول الله تعالى: (وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا...) الآية [الأنعام: 68]:
" وفي هذه الآية موعظة عظيمة لمن يتمسح بمجالسة المبتدعة الذين يحرفون كلام الله، ويتلاعبون بكتابه وسنة رسوله، ويردون ذلك إلى أهوائهم المضلة، وبدعهم الفاسدة. فإنه إذا لم يُنْكِر عليهم ويُغَيِّر ما هم فيه، فَأَقَلُّ الأحوال أن يترك مجالستهم، وذلك يسير غير عسير. وقد يجعلون حضوره معهم مع تنزهه عما يتلبسون به شبهةً يشبهون بها على العامة، فيكون حضوره مفسدة زائدة على مجرد سماع المنكر" [فتح القدير 2/128].

وقال البغوي - رحمه الله - :
" فعلى المرء المسلم إذا رأى رجلا يتعاطى شيئا من الأهواء والبدع معتقدا، أو يتهاون بشيء من السنن أن يهجره ويتبرأ منه، ويتركه حيا وميتا" [شرح السنة 1/224].

وقال صلى الله عليه وسلم < إنما مثل الجليس الصالح والجليس السوء كحامل المسك ونفاخ الكير ،فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحا طيبة ، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحا خبيثة > رواه البخاري ومسلم واللفظ له .

قال الإمام النووي في شرحه لمسلم : "... وفيه فضيلة مجالسة الصالحين وأهل الخير والمروءة ومكارم الأخلاق والورع والعلم والأدب ، والنهي عن مجالسة أهل الشر وأهل البدع ... "

وقال الإمام أبو داود السجستاني: قلت لأبي عبدالله أحمد بن حنبل: أرى رجلاً من أهل السنة مع رجل من أهل البدعة، أترك كلامه؟، قال: " لا، أوتُعْلِمه أن الرجل الذي رأيته معه صاحب بدعة، فإن ترك كلامه، فكلمه، وإلا فالحقه به، قال ابن مسعود: المرء بخدنه ". طبقات الحنابلة:1/153 رقم /216 وانظر الآداب الشرعية 1 /251.

وقال الإمام ابو قلابة " لا تجالسوا أهل الأهواء فإني لاآمن أن يغمسوكم في ضلالهم أو يلبسوا عليكم بعض ما تعرفون " . وقال الإمام الحسن البصري " لا تجالسوا أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب ".

وقال الإمام ابن المبارك " يكون مجلسك مع المساكين ، وإياك أن تجالس صاحب بدعة ".

وقال الإمام الفضيل بن عياض "من جلس مع صاحب بدعة ، لم يعط الحكمة " روى هذه الآثار ابن بطة وغيره .

وقال الإمام البربهاري " وإذا رأيت الرجل جالس مع رجل من أهل الأهواء ،فحذّره وعرّفه ، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه ؛ فإنه صاحب هوى ... إذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع ؛ فاحذره ، فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهره . وإذا رأيت الرجل من أهل السنة رديء الطريق والمذهب ،فاسقا فاجرا ، صاحب معاصي ضالا وهو على السنة ؛فاصحبه واجلس معه ، فإنه ليس يضرك معصيته ، وإذا رأيت الرجل مجتهدا في العبادة متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى ؛ فلا تجلسه ولا تقعد معه ولا تسمع كلامه ولا تمش معه في الطريق ، فإني لا آمن أن تستحلي طريقته ، فتهلك معه ... " شرح السنة ص/ 118- 121


وقال الإمام ابن باز لما سئل السؤال التالي: فضيلة الشيخ أحسن الله إليك: الذي يثني على أهل البدع ويمدحهم هل يُلْحَقُ بهم؟ فقال: " نعم ما فيه شك، من أثنى عليهم ومدحهم هو داع لهم ؛ يدعو لهم، هذا من دعاتهم نسأل الله العافية " .. راجع شريط التعليق على كتاب "فضل الإسلام" للإمام محمد بن عبد الوهاب تسجيلات البردين بمدينة الرياض-

وسئل العلامة صالح اللحيدان حفظه الله، طالب علم يجالس أهل السنة وأهل البدع، ويقول: كفى الأمة تفريقا وأنا أجالس الجميع فقال " هذا مبتدع، من لم يفرق بين الحق والباطل ويدعي أن لهذا لجمع الكلمة فهذا هو الابتداع، نسأل الله أن يهديه أهـ. براءة علماء الأمة ص 52

فإني أهيب بأحبابي من أهل السنة في هذا المنتدى المبارك وفي غيره ألا يجادلوا صاحب بدعة ولا يناقشوه وخصوصا الرافضة الذين كفروا صحابة نبيكم ووقعوا في عرض نسائه
فاهجروهم وإن تصدى لهم شيخ يمكنه مجادلتهم فذاك وإلا فلنلتزم بهدي السلف في ذلك فإنه الحصن
--
المصدر: منتدى طريق الحقيقة 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

تعليقك يعني لي الكثير ، فلا تبخل به !